المقامة الرمضانية: نفحات وأسرار

أساليب الإكثار من ختم القرآن الكريم

كيفية الإكثار من ختمات القرآن الكريم في رمضان

هل تعلم أنه بإمكانك قراءة ما يقارب تسعة أجزاء ونصف يوميًا خلال شهر رمضان، مما يعني أنك ستتمكن من ختم القرآن كل ثلاثة أيام تقريبًا؟ قد يبدو الأمر صعبًا للبعض، لكنه ممكن لأصحاب الهمم العالية، وهو ليس بالجهد المستحيل إذا تم اتباع خطة منظمة.

الطريقة المقترحة:

تم احتساب الوقت بناءً على أن قراءة الجزء الواحد تستغرق حوالي 25 دقيقة، ويمكنك تقسيم القراءة على مدار اليوم كما يلي:

ساعة بعد الفجر

ساعة بعد الظهر

ساعة ونصف بعد العصر نظرًا لطول الوقت المتاح

نصف ساعة قبل العشاء

بذلك يكون إجمالي الوقت المخصص للقراءة حوالي أربع ساعات يوميًا، أي 240 دقيقة. وعند تقسيم هذا الوقت على 25 دقيقة لكل جزء، ستكون النتيجة 9.5 جزء يوميًا، مما يتيح لك ختم القرآن 10 مرات خلال الشهر.

بالطبع، هذه الخطة ليست إلزامية للجميع، لكنها ممكنة لمن لديه الرغبة الصادقة والجدية في اغتنام هذا الشهر الفضيل. فإن كان الهدف هو تحصيل الأجر واستثمار الوقت في رمضان، فسيكون القرآن رفيقك الدائم طوال اليوم.

خطة مخففة لمن يجد صعوبة في الجدول السابق:

إذا كنت ترغب في اتباع طريقة أخف، يمكنك تخصيص وقت أقل كالتالي:

نصف ساعة بعد الفجر

نصف ساعة بعد الظهر

ساعة بعد العصر

بذلك يصبح المجموع ساعتين يوميًا، مما يمكنك من قراءة خمسة أجزاء يوميًا، أي ختم القرآن خمس مرات في الشهر بإذن الله.

نقاط مساعدة على الالتزام:

لتحقيق هذا الهدف، هناك بعض العوامل التي تسهم في تسهيل الالتزام به:

إدارة الوقت بحكمة وعدم إهداره فيما لا ينفع.

التقليل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو تخصيص وقت محدد لها.

مجاهدة النفس على الالتزام بالورد اليومي بجدية.

الصدق في الطلب والتوجه إلى الله بالدعاء وطلب التوفيق.

أسأل الله لي ولك التوفيق، وأن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته.

إن استثمار رمضان في كثرة تلاوة القرآن هو من أعظم العبادات التي تقرب العبد من ربه، وهو فرصة عظيمة لا تعوض لتعويض التقصير في بقية العام. فمن جعل القرآن رفيقه في هذا الشهر، وجد أثره في قلبه وسلوكه طوال السنة.

تذكير وتحفيز:

حاول أن تجعل لنفسك هدفًا واضحًا في هذا الشهر، سواء كان ختمة واحدة أو أكثر، فالمهم هو الاستمرار والاستفادة من الأوقات الفاضلة.

استعن بالله، واسأله العون والبركة في الوقت، فهو سبحانه الموفق لكل خير.

اجعل لك مصحفًا خاصًا أو تطبيقًا على الهاتف لمتابعة وردك اليومي بسهولة.

إن فاتك شيء من الورد في يوم ما، لا تيأس، بل حاول تعويضه في الأيام التالية.

وأخيرًا، لا تنسَ أن القرآن لم ينزل ليُقرأ فقط، بل ليُعمل به، فاجعل قراءتك وسيلة للتغيير الإيجابي في حياتك، واسأل الله أن يرزقك تدبره وفهمه والعمل به.

نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الذين يقال لهم يوم القيامة: (اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا)، وأن يرزقنا حسن تلاوته والعمل بأحكامه.

واجعل القرآن رفيقك الدائم

إن من أعظم النعم التي يمنّ الله بها على عباده أن يفتح لهم أبواب الطاعات ويعينهم عليها، والقرآن هو النور الذي يُضيء دروبنا ويُزكّي أرواحنا، وهو الحبل المتين الذي يُوصلنا إلى الله، فالسعيد من جعله منهج حياته، يتلوه بتدبر، ويعمل به بإخلاص.

نصائح للاستمرار بعد رمضان:

رمضان محطة إيمانية عظيمة، لكنه ليس النهاية، بل هو بداية جديدة لعلاقة أقوى مع كتاب الله. لذلك، احرص بعد رمضان على:

المداومة على تلاوة القرآن ولو بالقليل، فالمداومة على عمل صالح، وإن كان يسيرًا، خير من الانقطاع.

وضع جدول يومي أو أسبوعي للقراءة، حتى لا تتوقف بعد انتهاء الشهر الفضيل.

الاستمرار في تدبر الآيات ومعرفة معانيها، فهذا يزيد من تعلق القلب بالقرآن.

حفظ بعض الآيات أو السور، لأن الحفظ يعين على المداومة والتأمل في معانيها أثناء الصلاة والعبادة.

مشاركة الأهل والأصدقاء في جلسات قرآنية، فالصحبة الصالحة تعين على الثبات والاستمرار.

أساليب الإكثار من ختم القرآن الكريم
أساليب الإكثار من ختم القرآن الكريم

بشارة لأهل القرآن:

يقول النبي ﷺ: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه” (رواه البخاري). فهنيئًا لمن جعل القرآن رفيقه، وحرص على قراءته والعمل به، فإن الأجور فيه مضاعفة، والرفعة يوم القيامة بقدر ما يقرأ العبد ويرتل من آياته.

نسأل الله أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وأن يرزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يُرضيه عنا.

نصيحة مهمة:

لا تنسَ أن تتوقف عند بعض الآيات للتأمل والتدبر، فهذا يعزز فهمك لمعاني القرآن ويزيد أثره في قلبك. صحيح أن كثرة الختمات لها فضل كبير في هذا الشهر المبارك، ولكن التدبر والتفكر في بعض الآيات أمر لا غنى عنه لإصلاح القلوب وتقوية الإيمان.

أسأل الله لي ولك التوفيق، وأن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته.

مزيد من الخواطر الرمضانية