رمضان الاستثمار المضمون (وبينات من الهدى والفرقان)

أهم كلمات في أول لحظات من رمضان

أهم الكلمات في أول لحظات في رمضان: الإخلاص سر القبول

مع بداية أولى لحظات هذا الشهر الفضيل، يتوجب علينا تسليط الضوء على موضوع بالغ الأهمية، بدونه قد لا تُقبل الأعمال، وهو الإخلاص، جوهر العبادات وروح الطاعات.

الإخلاص مفتاح القبول:

قال الله تعالى:

﴿وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا۟ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَـٰهُ هَبَآءًۭ مَّنثُورًۭا﴾ [الفرقان: 23].

ويقول الربيع بن خثيم: “كل ما لا يراد به وجه الله يضمحل”.

ويُروى عن الإمام أحمد أنه قال لابنه: “يا بني، انوِ الخير فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير”.

الصيام عبادة الإخلاص:

الصيام عبادة فريدة ميزها الله عن سائر العبادات، فقد ورد في الحديث القدسي:

«الصوم لي وأنا أجزي به» [متفق عليه].

لكن، لماذا خص الله الصيام بهذا التميز؟

لأن الصائم يستطيع أن يُخفي صيامه، فقد يكون وحده، بعيدًا عن أعين الناس، ومع ذلك يمتنع عن المفطرات امتثالًا لأمر الله. وهنا يظهر جوهر الإخلاص، حيث يدرك العبد أن الله يراه في كل حال.

الإخلاص ليس مجرد ادعاء:

الإخلاص ليس كلمات تُقال، وإنما عملٌ قلبي. فقد يخدع الإنسان الناس بمظهره، لكن الله يعلم ما في القلوب. يقول الإمام أحمد: “يعالج نفسه، إذا أراد عملاً لا يريد به الناس”.

قال أحد العلماء:

“نظر الأكياس في تفسير الإخلاص فلم يجدوا غير هذا: أن تكون حركته وسكونه في سره وعلانيته لله، لا يمازجه نفسٌ ولا هوىً ولا دنيا”.

الصيام عبادة جزاؤها بلا حساب:

قال الله تعالى:

﴿إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّـٰبِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: 10].

الصيام مدرسة الصبر والإخلاص، وهو عبادة لا يعلم حقيقتها إلا الله، لذا جعل الله جزاءها بغير حساب.

أمثلة على الإخلاص:

روى النبي صلى الله عليه وسلم قصة الرجل الذي سقى كلبًا، فشكر الله له وأدخله الجنة [متفق عليه].

وفي حديث آخر، جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين» [رواه مسلم].

تعليق شيخ الإسلام ابن تيمية:

“هذه الأعمال الصغيرة، غُفِر لأصحابها بسبب ما في قلوبهم من إخلاص وإيمان خالص لله، وليس كل من سقى كلبًا أو أماط الأذى عن الطريق ينال نفس الجزاء، فالأمر متعلق بالإخلاص في العمل.”

إيمانًا واحتسابًا جوهر الصيام والقيام:

تأمل حديث النبي صلى الله عليه وسلم:

«من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه].

«من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه].

«من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه].

ما السر في تكرار “إيمانًا واحتسابًا”؟

لأن الإخلاص شرط أساسي لقبول الأعمال، فالصيام والقيام قد يؤديهما الناس عادةً، لكن لا يُقبلان إلا بالإخلاص لله وحده.

الإخلاص سر الأثر في العبادة:

يقول الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنه:

“إذا صمت، فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء”.

كيف نحقق الإخلاص في رمضان؟

تجديد النية في أول يوم من رمضان، والتأكيد على أن الصيام خالص لوجه الله.

استحضار مراقبة الله في كل لحظة، فهو يعلم ما في القلوب.

عدم الرياء، فلا يكون صيامنا وصلاة التراويح لمجرد مجاراة الناس.

استشعار عظمة الثواب، فالله وحده هو الذي يجزي به.

اللهم ارزقنا الإخلاص

نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يجعل صيامنا وقيامنا خالصًا لوجهه الكريم، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.

الإخلاص لا يقبل العمل بدونه:

الإخلاص شرط أساسي لقبول جميع الأعمال، قال الله تعالى:

﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [البينة: 5].

وفي حديث أبي أمامة رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا شيء له، فأعادها ثلاثًا، فقال: لا شيء له، ثم قال: إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا، وابتغي به وجهه [رواه النسائي].

وهذا الحديث العظيم يبين أن الرياء قد يحبط العمل كله، حتى وإن كان جهادًا في

الإخلاص في رمضان مفتاح القبول والفوز بالجنة

الإخلاص لا يقبل العمل بدونه:

الإخلاص شرط أساسي لقبول جميع الأعمال، قال الله تعالى:

﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [البينة: 5].

وفي حديث أبي أمامة رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا شيء له، فأعادها ثلاثًا، فقال: لا شيء له، ثم قال: إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا، وابتغي به وجهه [رواه النسائي].

وهذا الحديث العظيم يبين أن الرياء قد يحبط العمل كله، حتى وإن كان جهادًا في سبيل الله!

أنواع الإخلاص في رمضان

1. الإخلاص في الصيام

استحضار نية الامتثال لأمر الله، لا عادةً ولا مجاراة للناس.

تجنب الرياء أو التباهي بالصيام.

إدراك أن الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل عبادة عظيمة تُقرب العبد إلى ربه.

2. الإخلاص في القيام (صلاة التراويح والتهجد)

الحرص على أداء الصلاة كاملةً، لا مجرد أداء شكلي.

تجنب العجلة وعدم الاكتراث بالخشوع.

استحضار نية التعبد لله، وليس لمجرد اتباع الجماعة.

3. الإخلاص في تلاوة القرآن

التدبر والتفكر في الآيات، وليس مجرد قراءة بلا تدبر.

استشعار أن كل حرف بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها.

عدم قراءة القرآن لمجرد الرياء أو التظاهر بالخشوع أمام الآخرين.

4. الإخلاص في الصدقة

تقديم الصدقة لوجه الله، وليس طلبًا للثناء أو الظهور أمام الناس.

التصدق سرًا قدر المستطاع، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه» [متفق عليه].

الإيمان بأن الصدقة تطهر المال وتزيده، كما قال الله: ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾ [البقرة: 276].

5. الإخلاص في الدعاء

أن يكون الدعاء نابعًا من القلب، لا مجرد كلمات تُردد بلا إحساس.

الابتعاد عن التكلف في الألفاظ والبحث عن الأدعية الطويلة دون خشوع.

استشعار أن الله وحده القادر على إجابة الدعاء، والإلحاح عليه بصدق.

علامات الإخلاص في رمضان

عدم انتظار المدح من الآخرين عند القيام بالعبادة.

استمرارية العمل الصالح حتى في الخفاء، وليس فقط أمام الناس.

عدم التأثر بمدح الناس أو ذمهم، فالهدف هو رضا الله فقط.

الاستمرار في الطاعات بعد رمضان، لأن العابد الحقيقي لا يعبد الله في رمضان فقط، بل طوال حياته.

الإخلاص.. يرفع الأعمال مهما كانت صغيرة

قد تكون بعض الأعمال صغيرة في نظر الناس، لكنها عند الله عظيمة بسبب الإخلاص.

عن عبد الله بن المبارك أنه قال:

“رب عمل صغير تعظمه النية، ورب عمل كبير تصغره النية.”

ويؤكد هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن البغيّ التي سقت كلبًا فغفر الله لها، ورجل أزال شجرة من طريق الناس فأدخله الله الجنة.

أهم الكلمات في أول لحظات في رمضان
أهم الكلمات في أول لحظات في رمضان
كيف نربي أنفسنا على الإخلاص في رمضان؟

تجديد النية يوميًا عند الصيام والقيام والعبادات الأخرى.

الحرص على العبادات السرية مثل الصدقة في الخفاء، والقيام عند غفلة الناس.

كثرة الدعاء بأن يرزقنا الله الإخلاص، فقد كان السلف يخافون من النفاق وفساد النية.

عدم البحث عن ثناء الناس، فمن عمل لله كفاه الله.

تذكر أن الله يرى القلوب، فلا ينفع التظاهر أمام الناس إن لم يكن القلب صادقًا.

اللهم اجعل أعمالنا خالصة لوجهك

نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في كل أعمالنا، وأن يجعل صيامنا وقيامنا وتلاوتنا للقرآن وكل أعمالنا خالصة له وحده، لا نبتغي بها إلا وجهه الكريم

مزيد من الخواطر الرمضانية