صيام الحائض والنفساء

أخطاء شائعة تقع فيها النساء في رمضان (وتظن أنها صواب)

دليل تصحيحي مبسّط لما يقع فيه كثير من النساء من غير قصد

رمضان شهر عبادة ورحمة، لكن كثيرًا من النساء يَقعن في أخطاء عملية أو شرعية بدافع الجهل أو العادة، ويظن بعضهن أنهن على صواب.

في هذا المقال نسلّط الضوء على أكثر الأخطاء شيوعًا، مع بيان الحكم الصحيح لكل منها، حتى تُكملي صيامك وعبادتك بيقين وطمأنينة.

١. الإمساك عن الطعام والشراب أثناء الحيض حياءً

الخطأ:

بعض النساء لا يأكلن ولا يشربن أثناء الدورة حتى لا يُكتشف أمرهن أمام العائلة.

الصواب:

هذا التصرف غير مستحب.

المرأة الحائض يجب أن تُفطر، ولا يُشرع لها أن تمسك من باب الحياء، لأن هذا يُشبه الصيام في غير موضعه، ويدخل في صورة الرياء.

كوني واثقة، فالإفطار بعذر شرعي عبادة.

٢. تأخير قضاء الصيام دون عذر

الخطأ:

المرأة تؤجل قضاء ما فاتها من رمضان لشهور، ثم يأتي رمضان التالي ولم تقضِ بعد.

الصواب:

القضاء واجب، ويُشترط أن يتم قبل رمضان التالي، ما لم يكن هناك عذر دائم.

وإذا تأخرت بغير عذر، فعليها القضاء مع فدية (إطعام مسكين عن كل يوم).

٣. صيام الست من شوال قبل قضاء رمضان

الخطأ:

تُسارع بعض النساء بصيام الست من شوال، قبل أن تقضي ما فاتها من رمضان.

الصواب:

الأفضل أن تبدأ بالقضاء، ثم تصوم الست.

لكن لو صامت الست قبل القضاء، فصيامها صحيح عند كثير من العلماء، مع بقاء القضاء دينًا في ذمتها.

٤. الانشغال الزائد بالمطبخ وترك العبادة

الخطأ:

تتحوّل أيام رمضان عند بعض النساء إلى طهو وتزيين وتقديم وتعب…

حتى يمرّ النهار دون تلاوة، ودون دعاء، ودون أي طاقة روحية.

الصواب:

رمضان ليس مهرجان أكل.

خفّفي عدد الأطباق، حضّري مبكرًا، وخصصي وقتًا يوميًا للقرآن، الذكر، والدعاء.

المطبخ لا يُعفي من الذكر.

٥. التساهل في الإفطار بسبب التعب العادي

الخطأ:

تفطر المرأة لمجرد شعورها بالتعب أو الصداع الخفيف.

الصواب:

الفطر لا يجوز إلا في حال وجود مشقة بالغة أو ضرر مؤكد.

أما التعب العادي، فيُحتسب فيه الأجر، ولا يُسقط فريضة الصيام.

٦. إهمال النية من الليل عند قضاء الصيام

الخطأ:

تستيقظ المرأة صباحًا وتُقرّر الصيام قضاءً دون نية مسبقة.

الصواب:

النية شرط لصحة صيام الفرض، ويجب أن تكون من الليل (قبل الفجر).

ولا تحتاج لقول، يكفي أن تنوي في قلبها أنها ستصوم غدًا قضاءً.

٧. الاعتقاد بأن الدعاء لا يُستجاب أثناء الحيض

الخطأ:

تظن بعض النساء أنهن غير مؤهلات للدعاء في أيام الدورة.

الصواب:

الدعاء عبادة لا تشترط طهارة، ويُستحب للمرأة أن تُكثر منه، خاصة في العشر الأواخر، ولها مثل أجر القائمين إن نوت الخير.

٨. الإفراط في المقارنات واللوم الذاتي

الخطأ:

المرأة تُقارن نفسها بمن حولها (في العبادة، الختمات، الصلاة في المسجد…)، فتشعر بالذنب، وربما باليأس.

الصواب:

لكل امرأة ظروفها: أم، عاملة، حامل، مريضة…

والله يُحاسبكِ على نيتكِ، وقدرتك، لا على عدد الركعات.

أخطاء شائعة تقع فيها النساء في رمضان (وتظن أنها صواب)

٩. الاعتقاد أن صيام المرضعة والحامل دائمًا واجب

الخطأ:

تظن بعض النساء أن الحمل أو الرضاعة لا يبرر الإفطار، فتُجبر نفسها على الصيام رغم ضعفها أو تأثّر رضيعها.

الصواب:

الإفطار جائز للحامل والمرضع إذا خافت على نفسها أو على الجنين/الرضيع.

بل قد يكون واجبًا إن وُجد خطر واضح، وتُقضي الأيام لاحقًا، مع فدية في بعض الحالات حسب المذهب.

الإسلام لا يُكلّف الحامل ما لا تطيق، بل يرحمها.

١٠. التفكير أن التراويح واجبة على المرأة

الخطأ:

تظن بعض النساء أن ترك التراويح بسبب انشغال أو تعب أو أولاد يُعتبر تقصيرًا وإثمًا.

الصواب:

صلاة التراويح سُنّة مؤكدة، وليست فرضًا.

والمرأة إذا لم تستطع أداءها لأسباب معقولة، لا تأثم، ويُكتب لها الأجر بنيّتها وحرصها.

١١. الاعتقاد أن السحور ليس مهمًا

الخطأ:

بعض النساء تهمل السحور ظنًا أنه ليس ضروريًا، خاصة إذا كانت لا تشعر بالجوع.

الصواب:

السحور سُنّة مؤكدة، وفيه بركة، وقد ثبت عنه ﷺ:

“تسحّروا، فإن في السحور بركة.”

حتى لو بالقليل (تمرة – رشفة ماء)، تُكتب بها البركة في اليوم كله.

١٢. الخجل من السؤال الفقهي

الخطأ:

كثير من النساء تجهل أحكامًا مهمة في الطهارة والصيام، لكنها تخجل من السؤال، فتقع في الخطأ مرارًا.

الصواب:

طلب العلم الشرعي واجب، ولا حياء في الدين.

السؤال عن الطهارة، الحيض، القضاء، الفدية، وغيرها…

لا يُقلل من حيائك، بل يُزيدك أجرًا، ويمنحك الطمأنينة.

✅ توصيات عملية لكل امرأة في رمضان

تعلّمي كل سنة شيئًا جديدًا عن أحكام النساء في رمضان.

دوّني الأخطاء التي وقعتِ فيها، وصحّحيها بهدوء.

شاركي غيرك من النساء بالعلم الصحيح، ولو برسالة.

ادعي الله أن يرزقكِ الفقه في الدين، وأن يُرضيكِ بعبادتك.

❤️ تذكّري: الله لا يريد منك الكمال، بل الصدق، والنية، والاستمرار

https://monthramadan.com

✅ خاتمة المقال

كثير من الأخطاء لا تأتي من التهاون، بل من الحماس أو الحياء أو العادة.

لكن المرأة العاقلة تتعلّم، وتُراجع نفسها، وتُصلح عبادتها بالعلم والعمل.

تذكّري دائمًا:

رمضان عبادة عن وعي، لا عادة بلا فهم.

فصوّبي نيتك، واستقيمي على العلم، واطمئني… فإن الله لا يضيع عملك.

https://monthramadan.com

مزيد من الخواطر الرمضانية