المرأة وصلاة التراويح: في البيت أم المسجد؟
المرأة وصلاة التراويح: في البيت أم المسجد؟
أيهما أفضل؟ وما أحكامها وآدابها؟
شهر رمضان لا يكتمل نوره إلا بقيام الليل وصلاة التراويح. والسؤال الأهم الذي تسأله الكثير من النساء: هل الأفضل أن تُصلي المرأة التراويح في البيت أم في المسجد؟
وهل يجوز خروجها مع صديقاتها؟ وهل تكتب لها الجماعة أجرًا مثل الرجال؟
في هذا المقال نُجيب عن كل ما تحتاجه المرأة لتؤدي صلاة التراويح بخشوع وأمان.
١. ما هي صلاة التراويح؟
صلاة التراويح هي قيام الليل في رمضان، تؤدى بعد صلاة العشاء، وتكون غالبًا مثنى مثنى، عددها مفتوح (8 أو 10 أو 20…).
قال ﷺ:
“من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه.” – متفق عليه
٢. هل الأفضل للمرأة أن تُصلي في المسجد؟
من حيث الأفضلية:
الأفضل للمرأة أن تُصلي التراويح في بيتها، لأنه أستر لها وأقرب للخشوع.
قال النبي ﷺ:
“وبيوتهنّ خير لهنّ.” – رواه أبو داود
لكن إن خرجت للصلاة في المسجد:
فلا حرج عليها.
ويُكتب لها الأجر الكامل.
ويُشترط ألا تكون متزينة أو متعطرة أو ملفتة.
٣. متى يُستحب أن تخرج المرأة للتراويح؟
إذا كانت تشعر بضعف في القيام وحدها.
أو تحتاج أجواء جماعية تُعينها.
أو تحب أن تستمع لتلاوة مطمئنة تُقوي قلبها.
أو كانت لا تُجيد القراءة وتستفيد من الإمام.
في هذه الحالة، خروجها جائز ومستحب بضوابط الشرع.
٤. شروط وآداب خروج المرأة للمسجد:
الحجاب الكامل.
عدم التعطر.
عدم لفت الانتباه أو رفع الصوت.
الالتزام بعدم التأخر أو المزاح الجماعي.
٥. ماذا لو صلت التراويح في البيت وحدها؟
ذلك أفضل لها من حيث الأجر.
يمكنها أن تصلي:
مثنى مثنى، عدد الركعات بحسب طاقتها.
تقرأ من المصحف.
تستمع لتسجيلات إن احتاجت.
حتى لو صلت جالسة، أو بدون ختم للقرآن، يُكتب لها أجر القيام بإذن الله.
٦. هل تكتب الجماعة للمرأة في المسجد؟
نعم، إذا حضرت التراويح في جماعة،
تُكتب لها صلاة الجماعة، وأجر قيام الليل، مثل الرجال، بشرط حضور النية والخشوع.
صلاة التراويح هدية من رمضان… فأينما صليتِ، اجعلي نيتك أن تكوني من “القائمات”، حتى تنالي مغفرة الله، ورضاه، ونورًا في قلبك يدوم بعد رمضان.
٧. ماذا لو خرجت المرأة مع صديقاتها لصلاة التراويح؟
لا بأس بذلك شرعًا، بشرط:
أن لا يكون الخروج سببًا للضحك أو التجمهر أو الإزعاج.
أن لا يتحوّل المسجد إلى “جلسة اجتماعية”.
أن تخرج بنيّة خالصة، وليس للتسلية أو كسر الروتين.
إن حافظت المرأة على آداب المسجد، كُتب لها الأجر كما يُكتب للخاشعات.
٨. هل تأثم المرأة إذا تركت التراويح بسبب الأولاد؟
لا تأثم.
صلاة التراويح سُنّة مؤكدة وليست فرضًا،
ومن انشغلت عنها برعاية أبنائها أو بيتها أو خدمة أهلها، فهي مأجورة بنيّتها.
الأجر لا يرتبط فقط بالركوع، بل بنيّتك، وبما تركتِ من أجله العبادة.
٩. كيف تُقيم المرأة التراويح في البيت؟
تصلي مثنى مثنى، حسب طاقتها (ركعتين، أربع، ست، ثمانٍ…).
يمكنها استخدام المصحف أثناء الصلاة.
يمكنها أن تصلي وحدها أو مع بناتها.
المهم أن تُقيم الليل بما تستطيع، فالله ينظر إلى صدق القلوب، لا عدد الركعات.
١٠. هل يُكتب لها قيام الليل لو صلت في أول الليل؟
نعم
صلاة التراويح بعد العشاء تُعد من قيام الليل،
ولو صلتها مبكرًا، يُكتب لها الأجر الكامل.
١١. للمرأة التي لا تستطيع الذهاب للمسجد ولا القيام الطويل
ربما تمر المرأة بأحد هذه الظروف:
إرهاق بدني.
صغار في البيت.
عذر شرعي.
مرض أو ضعف.
الحل:
صلّي ركعتين فقط، ولكن بخشوع.
اقري دعاء طويل بعد العشاء بنية القيام.
اسمعي القرآن في ليلك وتفاعلي معه.
القيام ليس في الطول، بل في الحضور. ركعتان بقلب حاضر خير من عشرين بلا وعي.
١٢. كيف تجعلين التراويح عادةً جميلة في البيت؟
جهّزي مكانًا مخصصًا للصلاة (حتى لو بسيطًا).
استخدمي تلاوات صوتية تساعدك على الخشوع.
شجعي بناتك أو أخواتك أن يُصلين معك جماعة.
صلّي بصوت هادئ، وارفعي دعاءك بعد كل ركعتين.
بهذه الخطوات، ستتحوّل صلاة التراويح إلى جلسة روحية يومية.
✅ خاتمة المقال – رسالة لكل امرأة
صلاة التراويح فرصة لكِ لتجددي قلبك.
سواء صليتِها في المسجد أو البيت، المهم أن تصليها بنيّة الخشوع لا الأداء.
وأنتِ لستِ مطالبة بالكمال، بل بالنية، والمحاولة، والصدق
اجعلي من التراويح لقاءً ليليًا بينك وبين الله،
يُخفف ما مضى، وينير ما هو آتٍ، ويُبدّل حالك إلى حال أحبّ إليكِ.
