كن ولا تكن في رمضان

كن ولا تكن في رمضان

فضائل الصيام وأهميته في حياة المسلم

يُعدّ الصيام عبادة عظيمة تُقرّب العبد من ربه، وتمنحه فرصة لنيل الأجر والثواب العظيم. وقد وردت في السنة النبوية أحاديث كثيرة تبرز فضائل الصيام وأثره الروحي والتربوي على المسلم. وفيما يلي أبرز الفضائل التي يمكن أن ينالها الصائم:

1- كن من أهل باب الريان

روى النبي ﷺ أن في الجنة بابًا يُدعى الريان، لا يدخله إلا الصائمون يوم القيامة، فيُنادَى عليهم، فإذا دخلوا أُغلق الباب، فلا يدخله أحدٌ غيرهم.

2- اغتنم فرصة مغفرة الذنوب

جاء في الحديث أن من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه، وكذلك من قام ليلة القدر بنفس النية.

3- اجعل الله وملائكته يصلّون عليك

من السنن المؤكدة تناول السحور، ولو بشربة ماء، فقد أخبرنا النبي ﷺ أن الله وملائكته يُصلّون على المتسحرين.

4- صم على الطريقة الصحيحة

الصيام لا يقتصر على رمضان فقط، بل يشمل صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصيام ستة أيام من شوال بعد رمضان، ليكون كمن صام الدهر كله.

5- احصل على أجر مضاعف

من سعى إلى تفطير صائم، ولو بتمرة أو شربة ماء، كان له مثل أجر الصائم دون أن يُنقص من أجره شيء.

6- التزم بعمل لا يُضاهيه شيء

عندما سُئل النبي ﷺ عن أفضل الأعمال، قال: “عليك بالصيام، فإنه لا عِدل له”، مما يدل على عِظم مكانته.

7- فرحة لا توصف

للصائم فرحتان: فرحة عند الإفطار، وفرحة عند لقاء الله، حيث يجد ثواب صيامه عند ربه.

8- نبع لا ينضب

الصيام يُكسب صاحبه مكانة رفيعة، ومن يدخل من باب الريان لن يعطش أبدًا.

9- درع من النار

وصف النبي ﷺ الصيام بأنه جُنّةٌ، أي وقاية من النار، وهو بمثابة حصن يحمي صاحبه من العذاب.

10- اقتدِ بأخلاق النبوة

من علامات اتباع السنة النبوية: تعجيل الإفطار، تأخير السحور، ووضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة.

11- اجعل الدين ظاهرًا

أخبرنا النبي ﷺ أن الدين يبقى ظاهرًا طالما أن الناس يعجلون بالفطر، على عكس اليهود والنصارى الذين يؤخرونه.

12- تناول السحور المبارك

حثنا النبي ﷺ على السحور، واصفًا إياه بأنه الغذاء المبارك الذي يعين المسلم على الصيام.

13- عبادة لا يعلم جزاءها إلا الله

قال النبي ﷺ: “كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام، فإنه لي، وأنا أجزي به”، مما يدل على عِظم الجزاء الذي أعدّه الله للصائمين.

14- تميز عن أهل الكتاب

الفارق بين صيام المسلمين وأهل الكتاب هو وجبة السحور، فهي سنة مؤكدة تمنح الصائم قوة ونشاطًا.

15- لا تحرم نفسك من العتق والدعاء المستجاب

يُعتِق الله عباده الصالحين من النار في رمضان، ولكل عبدٍ دعوةٌ مستجابة، فلا تحرم نفسك من هذا الفضل العظيم.

16- احرص على مكفرات الذنوب

رمضان والصلاة والجمعة إلى الجمعة تُكفّر الذنوب إذا اجتنبت الكبائر، وهو باب عظيم لتطهير النفس.

17- احذر من البُعد عن رحمة الله

من أدرك رمضان ولم يُغفر له، فقد خسر خسرانًا عظيمًا، كما جاء في دعاء جبريل الذي أمّن عليه النبي ﷺ.

18- لا تفوّت فضل العمرة في رمضان

أخبر النبي ﷺ أن العمرة في رمضان تُعادل الحج، أو الحج مع النبي نفسه، وهي فرصة عظيمة لمن لم يتمكن من الحج.

19- لا تحرم نفسك من البركة

السحور سبب للبركة في الصيام، فلا تتركه مهما كان قليلًا.

20- احذر الفطر قبل وقته

رأى النبي ﷺ في رؤياه أناسًا يُعذبون لأنهم كانوا يُفطرون قبل غروب الشمس، فلا تكن منهم.

اغتنم فضائل الصيام واستثمر الشهر المبارك

الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو فرصة عظيمة لتنقية النفس، وتهذيب الروح، وتحقيق القرب من الله عز وجل. في هذا الشهر الفضيل، يجدر بالمسلم أن يستثمر كل لحظة فيه، وأن يكون ممن ينال أعظم الأجور والفضائل.

21- لا تكن ممن يضيّع أجر الصيام بالسلوكيات الخاطئة

الصيام ليس فقط عن الأكل والشرب، بل هو صيام الجوارح عن كل ما يُغضب الله، فالصائم الحقيقي هو من يُحسن خلقه، ويكف لسانه عن الغيبة والنميمة، ويبتعد عن كل ما يُنقص أجره.

22- اجعل لسانك عامرًا بالذكر

الصائم يُستحب له الإكثار من الذكر، والتسبيح، وقراءة القرآن، لأن الحسنات تتضاعف في هذا الشهر، والكلمة الطيبة صدقة.

كن ولا تكن في رمضان
كن ولا تكن في رمضان

23- كن من أهل الصدقة في رمضان

قال النبي ﷺ: “أفضل الصدقة صدقة في رمضان”، فابذل مما لديك، ولو بالقليل، فإنها تتضاعف أضعافًا مضاعفة.

24- لا تفرط في قيام الليل

قيام الليل من أعظم العبادات في رمضان، وخاصة صلاة التراويح، فهي فرصة لنيل الأجر العظيم، وزيادة القرب من الله.

25- اجعل رمضان بداية جديدة لك

رمضان ليس مجرد شهر، بل محطة تجديد للعلاقة مع الله، فليكن هذا الشهر نقطة انطلاق نحو الطاعة والالتزام.

الخاتمة: لا تجعل رمضان يمر دون أن تخرج منه فائزًا

رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، فلا تجعله يمر دون أن تستثمر كل لحظة فيه، ولا تحرم نفسك من الأجر العظيم الذي وعد الله به الصائمين. احرص على العبادات، وابتعد عن المعاصي، واجعل نيتك خالصة لله، فإنما الأعمال بالنيات، ولكل امرئٍ ما نوى.

نسأل الله أن يكتب لنا ولكم القبول، وأن يجعلنا من الفائزين في هذا الشهر المبارك، وأن يتقبل صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا. اللهم بلغنا رمضان أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة، ونحن في صحة وعافية، واجعلنا فيه من المقبولين.

ختامًا

رمضان فرصة عظيمة لا تتكرر إلا مرة في السنة، وهو موسم للطاعات والعبادات، فليحرص المسلم على اغتنامه بكل جوارحه، سائلين الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يجعلنا من عتقاء هذا الشهر الفضيل.

مزيد من الخواطر الرمضانية