همسات قلم في محراب رمضان
في رحاب رمضان: تأملات إيمانية
{قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين} [الأنعام: 162-163]
إن سعيي وجهدي لا يُثمر شيئًا إن لم يكن يا رب بعونك.
وأفراحي وأحزاني، سكوني واضطرابي، كلها بين يديك.
صلاتي وحياتي، وحتى مماتي يوم ألقاك، لك وحدك.
كل فكر راودني، وكل بوح خطه قلمي، خالص لك يا إلهي، منذ أن قلت لي: “عبدي”.
“اللهم اغفر لي زلاتي، وتجاوز عن جهلي، وإسرافي في أمري.
اللهم اغفر لي جِدِّي وهزلي، وخطئي وعمدي، فأنت تعلم كل ذلك عني.
أعوذ بك أن أظلم أو أُظلم، أو أعتدي أو يُعتدى علي،
أو أقع في ذنب لا يُغفر، أو معصية تُحبط العمل.
اللهم إن وكلتني إلى نفسي، فقد وكلتني إلى ضعف وعجز،
وأنا لا أجد ملجأً إلا رحمتك، فاغفر لي، فإنك أنت الغفور الرحيم”.
بهذه الكلمات المباركة ناجى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ربه، ونحن نسير على نهجه، ونهتدي بخطاه، فالحمد لله أن أذن لنا بمناجاته، بل وأمرنا بها، فأي تكريم أعظم من ذلك؟
وها هو شهر رمضان قد أقبل، يحمل بين طياته الرحمة والمغفرة، وتُفتح فيه أبواب السماء، فتعلو أرواحنا بالدعاء، وتسمو قلوبنا بالرجاء.
يا رب، نرفع إليك دعوانا، ونسألك أن تنظر إلينا برحمتك.
نناجيك بحب، بعدما جفّت أقلام وتيبّست قلوب، ونشكو إليك ضعفنا وهواننا.
نسألك أن تعيننا على إصلاح أنفسنا، وعلى الارتقاء بأرواحنا،
وأن ترفع عنا البلاء، وتصرف عنا السوء،
وألا تؤاخذنا بما اقترف السفهاء منا.
إلهنا، أنت القريب ممن دعاك، وأنت الحليم على من عصاك.
فلا تحرمنا رحمتك، ولا تبعد عنا لطفك.
نسألك ألا ترد من أتاك سائلاً، وألا تتركنا لضعفنا وعجزنا.
اللهم، لا ملجأ لنا إلا إليك، ولا رجاء لنا إلا فيك،
فأظمئ قلوبنا إلى محبتك، وأروِ أرواحنا بالإيمان.
ربنا، قد منحتنا التوحيد بلا سؤال، فلا تحرمنا رضاك رغم إلحاحنا في الدعاء.
نسألك يا الله أن تُعيننا على إقامة الصلاة،
وأن نخضع لك كما خضعت لك السماوات والأرض.
اللهم، كما كُفينا في هذا الشهر شياطين الجن،
أعِنّا بإيماننا وعزائمنا على مواجهة شياطين الإنس.
إلهي، أستودعك أبنائي وأبناء المسلمين،
فاحفظهم بالإيمان، وثبّتهم على التوحيد،
ولا تجعل قلوبهم تنحني إلا لك.
أكرمهم باليقين، واجعلهم من المخلصين.
هب لنا العلم والعمل، وألهمنا الإخلاص في كل ما نقوم به.
يا رب، كل حرف خطه قلمي كان خالصًا لوجهك الكريم،
وكل بوح في خواطري قصدت به رضاك،
فتقبّل مني ما كان صالحًا، واغفر لي زلاتي،
واغفر لمن قرأ كلماتي،
ورفع كفّه إليك يسألك لي المغفرة،
وله مثلها، فأنت أكرم الأكرمين.
“اللهم إليك لا إلى النار”
إلهي، قد جعلت محبتك نورًا لقلوبنا، ورحمتك أمانًا لأرواحنا، فلا تحرمنا من ذلك النور، ولا تتركنا للظلمة والتيه.
يا رب، قد وهبتنا رمضان فرصةً لتطهير النفوس، فاجعلنا ممن يغتنمها، وأعنّا على الصيام والقيام، وزكِّ أرواحنا بالذكر والدعاء.
اللهم، كما أكرمتنا ببلوغ هذا الشهر، فأكرمنا بقبول أعمالنا فيه، واجعلنا من عتقائك من النار.
اجعل أعمارنا عامرة بطاعتك، وألسنتنا رطبة بذكرك، وقلوبنا خاشعة لعظمتك.
إلهي، أنت الكريم الذي لا يرد سائلاً، ولا يخيب من لجأ إليه،
فامنن علينا بعفوك، وتجاوز عن ذنوبنا،
ولا تجعل في قلوبنا حزنًا إلا مسحته، ولا همًّا إلا فرّجته،
ولا ذنبًا إلا غفرته، ولا رجاءً فيك إلا حققته.
اللهم، كما رزقتنا القلم والكلمة، فاجعلها شهادةً للحق،
وسلاحًا للدفاع عن دينك، وأداةً لنشر الخير.
بارك لنا في علمنا وعملنا، وألهمنا الصواب في القول والفعل،
واجعل لنا أثرًا طيبًا في الحياة، وذكرًا حسنًا بعد الممات.
اللهم، لك أسلمت روحي، وبك استأنست نفسي، وعليك توكلت في أمري،
فكن لنا ولا تكن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا،
وكن لنا نورًا في دروب الحياة، وهدايةً عند الضياع،
وسكينةً في كل خوف، ورجاءً في كل يأس.
“يا أرحم الراحمين، اجعلنا في معيتك،
واملأ قلوبنا بأنوار هدايتك،
ولا تحرمنا لذة القرب منك،
ولا تردّ دعاءً رفعناه إليك،
فإنا لا نرجو إلا رضاك،
ولا نطمع إلا في عفوك”.
“اللهم إليك لا إلى النار”
يا رب، إليك أرفع حاجتي، وأبث إليك ضعفي، فاغمرني برحمتك، وأكرمني بعفوك.
يا من وسعت رحمته كل شيء، ارحمنا إذا وقفنا بين يديك، وتجاوز عنا إذا سألناك، وأعطنا من فضلك ما تقرّ به أعيننا، وما تطيب به نفوسنا.
اللهم، اجعل هذا الشهر بدايةً لتغيير قلوبنا، وصفاء أرواحنا، وتجديد إيماننا.
طهّرنا من الذنوب كما يُطهّر الثوب الأبيض من الدنس، وارزقنا قلبًا نقيًا لا يحمل حقدًا، ونفسًا مطمئنة لا تعرف قلقًا.
اللهم، أعنّا فيه على الصيام والقيام، وأكرمنا بليلة القدر، واغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر.
يا الله، في هذه الليالي المباركة، نسألك أن تحيطنا برحمتك، وأن تنير بصائرنا بنورك،
وأن تكتب لنا التوفيق في كل خطوة، والبركة في كل عمل، والسكينة في كل لحظة.
اللهم، لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرّجته، ولا حاجةً من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم، اجعلنا ممن يحسنون الصيام، ويتلذذون بالقيام، ويخشعون عند تلاوة القرآن.
هب لنا قلوبًا عامرة بالإيمان، ونفوسًا راضية بقدرك، وعزائم لا تلين أمام البلاء.
اللهم، اجعلنا من أوليائك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون،
وارزقنا صحبة الصالحين، وسعادة الدارين، وجنة عرضها السماوات والأرض.
إلهي، لا تحرمنا فرحة العيد وقد غفرت لنا، ولا تجعل رمضان يمر علينا إلا وقد بدّلت حالنا إلى أحسن حال،
اللهم، اجعلنا من عتقائك من النار، واغفر لنا ولأحبابنا، وتقبل دعاءنا يا كريم.
“اللهم، إليك نرفع أكفنا، فلا تردنا خائبين،
وارزقنا فيضًا من رحمتك، وبركةً في أعمارنا وأعمالنا،
وثبت قلوبنا على طاعتك حتى نلقاك وأنت راضٍ عنا”.