أصل تسمية شهر رمضان وحُكم صيامه

كن يقظًا من قُطّاع الطرق في رمضان

قطاع الطرق 

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

لقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يجعل الدنيا ميدانًا للاختبار، وساحة للتنافس في الطاعات، كما قال سبحانه: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} (الملك:2). ومن رحمته وفضله على عباده أن جعل الأعمال الصالحة مضاعفة الأجر، وجعل مواسم للطاعة تعظم فيها الحسنات، ويكثر فيها العطاء.

ومن أعظم هذه المواسم المباركة شهر رمضان، ذلك الشهر الذي اختصه الله بإنزال القرآن الكريم وفرض فيه الصيام، فقال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (البقرة:185). وقد أوضح النبي ﷺ أن الله يضاعف الأجر لعباده، فقال: “كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به”.

وفي هذا الشهر العظيم، يمنّ الله على عباده بنعم كثيرة، فمن صامه إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام لياليه بنفس النية نال المغفرة، ومن قام ليلة القدر كان له مثل ذلك، وله سبحانه عتقاء من النار في كل ليلة.

لكن بالرغم من هذه النفحات الإيمانية، هناك من يسعون لإفساد هذا الموسم العظيم، فيقطعون الطريق على الراغبين في الاستقامة، محاولين صرفهم عن الخير، وإضاعة فرص المغفرة والأجر. وقد حذرنا الله تعالى من اتباع هؤلاء، فقال: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (الكهف:28).

هؤلاء لصوص رمضان يسعون إلى إغراء الناس بالمعاصي وإبعادهم عن روحانية الشهر، كما قال الله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} (النساء:27). فالحذر الحذر من السقوط في شباكهم.

من أشكال قطع الطريق على الصائمين في رمضان:

1. المجالس الفاسدة:

حيث تجتمع فيها الغيبة والنميمة وهتك الأعراض، وقد حذر الله منها قائلًا: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} (الحجرات:12). كما بيّن النبي ﷺ عاقبة من يغتاب الناس، فقال: “لما عُرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم”.

2. المطاعم والفنادق التي تدعو للسحور على أنغام الموسيقى:

إذ يجتمع فيها ما حرم الله من موسيقى ودخان، فكيف يستعد الإنسان للصيام بمحرّم؟!

3. إهمال الجوارح وعدم ضبطها عن المعاصي:

فقد كان الصحابة والسلف يحرصون على أن يكون صيامهم خاليًا من كل ما يخرقه، فكان جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول: “إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمأثم، ودع عنك أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة، ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء”.

وصيتان في هذا الشهر المبارك:

1. من ترك شيئًا لله عوّضه الله خيرًا منه

فمن ترك المعاصي رغم ميل نفسه إليها، فإن الله يجزيه بما هو خير، وقد قال ﷺ: “من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب، حُرمها في الآخرة”، ومن ترك المحرمات في رمضان ابتغاء مرضاة الله، قيل له يوم القيامة: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} (الحاقة:24).

2. الحذر من ضياع رمضان

فقد دعا جبريل عليه السلام على من أدرك رمضان ولم يُغفر له، وأمّن النبي ﷺ على دعائه، قائلًا: “رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يُغفر له”.

نسأل الله أن يعيننا وإياكم على اغتنام هذا الشهر الفضيل، وأن يرزقنا فيه الإخلاص في القول والعمل، وأن يجعلنا ممن يُقبل صيامهم وقيامهم، ويكتب لهم العتق من النيران، والفوز بجنات النعيم.

إن شهر رمضان فرصة عظيمة لمن أراد التوبة والرجوع إلى الله، فهو شهر المغفرة والرحمة، تُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق فيه أبواب النار، وتُصفّد فيه الشياطين، فلا يبقى إلا جهاد النفس، ومجاهدة الهوى، والسعي نحو طاعة الله والبعد عن المعاصي.

فلنحرص جميعًا على:

الإكثار من قراءة القرآن، فهو شهر أنزل فيه القرآن هدىً للناس.

المحافظة على الصلوات وأداء التراويح بخشوع وإخلاص.

الإكثار من الذكر والاستغفار، والدعاء بخشوع، خاصة عند الإفطار.

الابتعاد عن كل ما يفسد الصيام من غيبة ونميمة وكذب وزور.

إخراج الصدقات وإفطار الصائمين، فإن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار.

تحري ليلة القدر والاجتهاد في العشر الأواخر، فإن العبادة فيها خير من ألف شهر.

وأخيرًا، لنتذكر أن رمضان ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو مدرسة لتقوية الإرادة، وتزكية النفس، وتدريبها على الطاعة والانضباط، ليبقى أثره في حياتنا طوال العام.

نسأل الله أن يعيننا وإياكم على اغتنام هذا الشهر الفضيل، وأن يرزقنا فيه الإخلاص في القول والعمل، وأن يجعلنا ممن يُقبل صيامهم وقيامهم، ويكتب لهم العتق من النيران، والفوز بجنات النعيم.

إن شهر رمضان فرصة عظيمة لمن أراد التوبة والرجوع إلى الله، فهو شهر المغفرة والرحمة، تُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق فيه أبواب النار، وتُصفّد فيه الشياطين، فلا يبقى إلا جهاد النفس، ومجاهدة الهوى، والسعي نحو طاعة الله والبعد عن المعاصي.

فلنحرص جميعًا على:

الإكثار من قراءة القرآن، فهو شهر أنزل فيه القرآن هدىً للناس.

المحافظة على الصلوات وأداء التراويح بخشوع وإخلاص.

الإكثار من الذكر والاستغفار، والدعاء بخشوع، خاصة عند الإفطار.

الابتعاد عن كل ما يفسد الصيام من غيبة ونميمة وكذب وزور.

إخراج الصدقات وإفطار الصائمين، فإن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار.

تحري ليلة القدر والاجتهاد في العشر الأواخر، فإن العبادة فيها خير من ألف شهر.

وأخيرًا، لنتذكر أن رمضان ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو مدرسة لتقوية الإرادة، وتزكية النفس، وتدريبها على الطاعة والانضباط، ليبقى أثره في حياتنا طوال العام.

كن يقظًا من قطاع الطرق في رمضان!
كن يقظًا من قطاع الطرق في رمضان!

نسأل الله أن يبلغنا رمضان، ويعيننا فيه على الصيام والقيام، وأن يجعلنا فيه من المقبولين، وأن يمنّ علينا جميعًا بالمغفرة والعتق من النار. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

نسأل الله أن يبلغنا رمضان، ويعيننا فيه على الصيام والقيام، وأن يجعلنا فيه من المقبولين، وأن يمنّ علينا جميعًا بالمغفرة والعتق من النار. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

نسأل الله أن يعيننا جميعًا على اغتنام هذا الشهر المبارك، وأن يكتب لنا فيه العتق من النار، والفوز برضوانه والجنة. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مزيد من الخواطر الرمضانية