شعبان للزرع ورمضان للحصاد

شهرٌ بجوار الحبيب

ضيف مميز يزورنا مجددًا

نرحب اليوم بضيف عزيز طال انتظاره طوال العام، حيث يطل علينا في برنامجكم المحبوب “شهر بقرب الحبيب”، البرنامج الأول في العالم الإسلامي. هذا الضيف الذي يحل علينا كل عام، يزورنا لفترة قصيرة لكنه يترك أثرًا عميقًا في النفوس، ينشر الفرح والسرور في قلوب الجميع، صغارًا وكبارًا. واحتفاءً بهذه المناسبة، قررنا استضافته لنحاوره حول أهدافه، وتأثيره، وكيفية الاستفادة من زيارته.

بداية اللقاء

المذيع: نشكرك على قبول دعوتنا رغم أنك وصلت حديثًا، وقد شهدنا استقبالًا حافلًا لك من مختلف أنحاء العالم. كيف كان شعورك حيال هذا الترحيب؟

الضيف: أنا سعيد جدًا بهذه الحفاوة التي أجدها كل عام، وهذا ليس بالأمر الجديد، بل أكرمني الله بهذا الاستقبال الحافل في كل مرة أزوركم فيها، والحمد لله، أعداد المرحّبين بي تزداد عامًا بعد عام.

سر الشعبية الكبيرة

المذيع: منذ قرون وأنت تحظى بمحبة الناس، فما السر وراء هذا القبول الواسع؟

الضيف: الأمر بسيط، أي مسافر يغيب عن أهله لفترة طويلة ثم يعود، يُستقبل بالفرح والشوق. والناس لا يفرحون فقط بقدومي، بل بما أحمله معي من خيرات ونفحات روحية وأجواء إيمانية مميزة.

الهدايا الفريدة

المذيع: لكن الهدايا التي تقدمها تختلف تمامًا عن الهدايا العادية، أليس كذلك؟

الضيف: بلا شك، لا يمكن مقارنة الأشياء المادية كالعطور والملابس بالهدايا التي أقدمها، كالمغفرة والرحمة والطمأنينة وتصفيد الشياطين، وكل ما يحمله هذا الشهر من بركات وفرص للتقرب إلى الله.

أنواع المستقبلين

المذيع: كيف تقيّم استقبال الناس لك؟

الضيف: هناك تفاوت كبير بينهم، فالبعض يلازمني طوال الشهر، يستثمر كل لحظة في العبادة والطاعة، بينما آخرون يستقبلونني في النهار فقط، ثم يهجرونني ليلًا بسبب انشغالهم ببرامج ومسلسلات تبعدهم عن روحي الحقيقية، مما يفقدهم فرصة التمتع الكامل بصحبتي.

الفرق بين المستفيدين وغيرهم

المذيع: برأيك، ما سبب هذا التفاوت بين الناس في استقبالهم لك؟

الضيف: السبب يكمن في الفهم الحقيقي لمجيئي. فهناك من يدرك أن هذا الشهر ليس للراحة والاسترخاء، بل للعمل الجاد، ومجاهدة النفس، والإكثار من العبادات والصدقات. وهناك من يراه مجرد فرصة للاستمتاع بالمأكولات والسهرات، دون إدراك القيمة العظمى لهذه الأيام المباركة.

لحظات الفرح والحزن

المذيع: ما أكثر ما يسعدك ويحزنك خلال إقامتك؟

الضيف: أسعد كثيرًا عندما أرى الأطفال الذين لم يبلغوا التكليف يحاولون مشاركتي، وعندما أجد أشخاصًا جددًا انضموا إلى مستقبليّ هذا العام بحماس وإقبال. تملأني السعادة أيضًا عندما أرى المساجد عامرة بالمصلين، والتراويح قائمة، والتكافل بين المسلمين يزداد.

أما ما يحزنني، فهو غربة البعض عني، وعدم إدراكهم لقيمتي، وانشغالهم عني بأمور دنيوية تافهة. كذلك يؤلمني حال من يسرفون ويبذرون دون مراعاة للفقراء، وأولئك الذين يرحبون بي بحماس ثم يعودون إلى ما كانوا عليه فور رحيلي، دون الاستفادة الحقيقية من زيارتي.

رسالة أخيرة

المذيع: كلمة أخيرة توجهها لأحبائك؟

الضيف: أوصي الجميع بالعودة الصادقة إلى الله، والاستفادة من أيامي قبل أن تنقضي سريعًا، ففرصتي لا تتكرر إلا مرة في العام. وأدعوهم للصبر والثبات أمام التحديات، والعمل معًا لإعادة مجد هذه الأمة، لأن قوتها تكمن في وحدتها وتمسكها بدينها.

المذيع: نشكرك على هذا اللقاء الشيق، ونتمنى أن نراك العام القادم بإذن الله.

المذيع: نشكرك جزيل الشكر على هذه الكلمات العميقة والنصائح القيمة. بالفعل، زيارتك لنا تمثل فرصة عظيمة ينبغي ألا نضيعها، ونسأل الله أن يوفقنا جميعًا للاستفادة منها كما ينبغي.

الضيف: وأنا أشكر كل من يستقبلني بقلوب مخلصة، وأتمنى أن يكون لقاؤنا هذا دافعًا للجميع ليجتهدوا في العبادة والطاعة، فالأيام تمضي سريعًا، ولا يضمن أحد إن كان سيحظى بهذه الفرصة مرة أخرى في العام القادم.

المذيع: نعم، هذا صحيح، وكما يقال: “رمضان ضيف خفيف يرحل سريعًا، لكنه يترك أثرًا دائمًا في القلوب.” وختامًا، لا يسعنا إلا أن نتمنى لجميع مشاهدينا أن يكون هذا الشهر بابًا للخير والرحمة، وأن يكتب الله لنا فيه المغفرة والقبول.

المذيع: ومع اقتراب نهاية لقائنا، لا يسعنا إلا أن نؤكد على أهمية اغتنام هذه الأيام المباركة، فهي فرصة لا تعوّض للتقرب إلى الله، والتخلص من الذنوب، ومراجعة النفس، وتصحيح المسار. فكم من أشخاص كانوا معنا في رمضان الماضي، لكنهم لم يدركوا هذا العام، وكم من أناس يطمحون لصيامه وقيامه، لكنهم عاجزون بسبب المرض أو الظروف الصعبة.

شهر بجوار الحبيب
شهر بجوار الحبيب

الضيف: صدقت، فكل لحظة في هذا الشهر لها قيمتها، ولا ينبغي لأحد أن يضيعها في اللهو أو التسويف. فكم من أناس غافلين يستقبلونني بحماس في البداية، ثم يفتر حماسهم تدريجيًا حتى تنقضي أيامي دون أن يستفيدوا منها كما ينبغي. رمضان ليس مجرد شهر صيام عن الطعام والشراب، بل هو صيام عن كل ما يبعد عن الله، وهو شهر تزكية للنفس، وصفاء للروح، وفرصة لتغيير العادات السيئة إلى الأفضل.

المذيع: قبل أن نودّعك، هل من نصيحة أخيرة تود توجيهها لمتابعينا؟

الضيف: نعم، أنصح الجميع بأن يجعلوا من رمضان نقطة تحول حقيقية في حياتهم، لا أن يكون مجرد محطة مؤقتة يعودون بعدها إلى ما كانوا عليه. فاجتهدوا في العبادة، وحافظوا على الصلاة، وقراءة القرآن، والذكر، وابتعدوا عن كل ما قد يُفسد عليكم روحانيته. فكما أنني أرحل سريعًا، فإن العمر نفسه يمضي سريعًا، فليكن رمضانكم هذا بداية جديدة لعلاقة أقوى مع الله

المذيع: كلمات رائعة ومؤثرة نختم بها هذا اللقاء. نسأل الله أن يرزقنا وإياكم القبول، وأن يبارك لنا في هذا الشهر الفضيل، وأن يعيده علينا أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة، ونحن في صحة وإيمان وقرب من الله.

إلى هنا نصل إلى ختام حلقتنا، نلقاكم العام القادم بإذن الله مع ضيفنا العزيز من جديد. دمتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مزيد من الخواطر الرمضانية