رمضان التائبين

المداومة علي الطاعة

التأكيد على المداومة على الطاعة

عباد الله، إن المداومة على الأعمال الصالحة بعد رمضان هي علامة قبول الطاعات، فمن كان يعبد الله في رمضان فليعبده بعد رمضان، فإن “رب رمضان هو رب كل الشهور”، ومن وفقه الله للطاعة فليحمد الله ويسأله الثبات، ومن وجد في نفسه تقصيرًا فلا ييأس، فإن الله يفرح بتوبة عبده، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، وبالنهار ليتوب مسيء الليل.

فلنستمر في فعل الخير، ولنجدد العهد مع الله على طاعته، ولنسأله أن يعيننا على الاستقامة، فقد قال النبي ﷺ: “قل آمنت بالله ثم استقم”.

التحذير من العودة إلى المعاصي

إخواني في الله، إن من الخطأ أن يعود الإنسان بعد رمضان إلى الذنوب والمعاصي، فكما أن الحسنات تتضاعف في الأزمنة الفاضلة، فإن العودة إلى السيئات بعد الطاعة قد يكون سببًا في الحرمان من القبول. قال بعض السلف: “من علامة قبول الحسنة الحسنة بعدها، ومن علامة ردها العودة إلى الذنب بعدها”.

فلنحذر من الغفلة، ولنتمسك بسنة نبينا محمد ﷺ، ولنبتعد عن كل ما يبعدنا عن الله، ولنحرص على الصحبة الصالحة التي تعيننا على الخير، فإن المرء على دين خليله

اللهم إنا نسألك الثبات على طاعتك، والبعد عن معصيتك، والحرص على مرضاتك، اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين، الذين يذكرونك في السر والعلن، ويتبعون هدي نبيك محمد ﷺ.

اللهم ارزقنا توبةً نصوحًا، تطهر بها قلوبنا، وتغفر بها ذنوبنا، وتبدل بها سيئاتنا حسنات.

اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك، وارزقنا حسن الخاتمة، ووفقنا لما تحب وترضى.

اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين، ووفق ولاة أمورنا لما فيه الخير والصلاح، وألف بين قلوب المسلمين، وأعز الإسلام وأهله، وانصر من نصر الدين، واخذل من خذل المسلمين.

اللهم إنا نسألك العفو والعافية، والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، وارزقنا القناعة والرضا، واغفر لنا ولوالدينا ولأحبابنا، وأكرمنا بجنات النعيم برحمتك يا أرحم الراحمين.

هذا، واذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

لقد اكتملت الخطبة بجميع أركانها من الحمد والثناء والتوجيهات والدعاء، ولكن إن كنت تريد إضافة المزيد من التوجيهات العملية أو التأكيد على بعض المعاني، فيمكن أن نختم بتذكير عملي يحث المسلمين على المداومة على الطاعة بعبارات مؤثرة.

نداء أخير للمداومة على الطاعات

عباد الله، إننا في رحلة قصيرة في هذه الدنيا، وكل يوم يمر يقربنا من لقاء الله، فليحاسب كل واحد منا نفسه: كيف حاله بعد رمضان؟ هل زاد قربه من الله، أم عاد إلى الغفلة؟

لا تجعلوا رمضان مجرد محطة عابرة، بل اجعلوه نقطة انطلاق نحو الاستقامة. فمن وجد في نفسه همةً في العبادة فليحمد الله وليثبت، ومن وجد فتورًا فليبادر بتجديد العهد مع الله، وليستعن به، وليحذر من التسويف، فإن الأيام تمضي سريعًا.

ألا فلنغتنم أعمارنا قبل فوات الأوان، ولنحرص على الطاعات، ولنتمسك بالقرآن، فهو نور في الدنيا وشفاعة في الآخرة.

اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا.

المداومة علي الطاعة
المداومة علي الطاعة

ختام الخطبة بالدعاء الشامل

اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة، والوفاة على طاعتك، والبعث مع عبادك الصالحين، اللهم اجعلنا من ورثة جنة النعيم، واغفر لنا ولوالدينا ولإخواننا ولجميع المسلمين.

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا، واجعل الجنة دارنا وقرارنا.

اللهم وفقنا لاغتنام أوقاتنا في طاعتك، وبارك لنا في أعمالنا، وارزقنا الإخلاص في القول والعمل.

اللهم اجعل خير أيامنا يوم نلقاك، وارزقنا شربةً من حوض نبيك ﷺ لا نظمأ بعدها أبدًا، واجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة ونسأل الله أن يجعلنا من المقبولين

هذا، وأكثروا من الصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، فإنها نورٌ للقلوب، ورفعٌ للدرجات، ومغفرةٌ للذنوب.

﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

مزيد من الخواطر الرمضانية