ثلاث عشرة فضيلة تميز بها شهر الصيام

المحذورات العشر في استقبال شهر رمضان

10 محذورات يجب تجنبها عند استقبال شهر رمضان

مقدمة:

يهلُّ علينا شهر رمضان، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وهو فرصة ذهبية لمن يسعى للتقرب إلى الله، ولكن للأسف، يقع بعض المسلمين في أخطاء قد تؤثر على صيامهم أو تنقص من أجرهم. في هذا المقال، سنستعرض 10 محذورات شائعة عند استقبال رمضان، لتجنبها والاستفادة القصوى من هذا الشهر المبارك.

1- تأخير قضاء صيام رمضان السابق

يُهمل بعض المسلمين قضاء ما فاتهم من صيام رمضان الماضي حتى يدخل عليهم رمضان الجديد، وهو أمر لا يجوز إلا بعذر شرعي.

قالت السيدة عائشة رضي الله عنها:

“كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلا فِي شَعْبَانَ، وَذَلِكَ لِمَكَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.” (رواه البخاري ومسلم).

الحل: لا تؤجل قضاء الصيام، فالقضاء واجب ولا يسقط بالتقادم.

2- إهمال ختمة القرآن قبل رمضان

يعتاد بعض المسلمين ترك ختمتهم الحالية من القرآن عند دخول رمضان والبدء بختمة جديدة، مما يؤدي إلى فقدان التدبر المتواصل لآياته.

قال الإمام النووي:

“يستحب إذا فرغ من الختمة أن يشرع في أخرى عقيبها، فقد استحبه السلف.” (التبيان، ص 162).

الحل: أكمل ختمتك الحالية، ثم ابدأ ختمة جديدة في رمضان لتعيش مع القرآن بروحانية متواصلة.

3- صيام يوم الشك أو التقدم بصيام يوم أو يومين قبل رمضان

حذَّر النبي ﷺ من صيام يوم أو يومين قبل رمضان، إلا لمن اعتاد الصيام.

قال النبي ﷺ:

“لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صوما فليصمه.” (رواه البخاري ومسلم).

الحل: التزم بالسنة ولا تصم يوم الشك، فهو مكروه أو محرم.

4- الانشغال بالحياة الدنيوية عن العبادة

يدخل البعض رمضان وهم منشغلون بالتحضير للمناسبات أو إنهاء الأعمال، مما يفقدهم روحانية هذا الشهر.

الحل: خطط مسبقًا لإنهاء أعمالك قبل رمضان، وخصص الشهر للعبادة والخشوع.

5- الجهل بأحكام الصيام

عدم معرفة أحكام الصيام قد يؤدي إلى الوقوع في أخطاء تفسده، مثل:

الإفطار دون عذر شرعي.

عدم معرفة مبطلات الصوم.

إهمال صلاة التراويح أو تأخير الإفطار بلا سبب.

قال النبي ﷺ:

“من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين.” (رواه البخاري).

الحل: اقرأ عن فقه الصيام واسأل أهل العلم.

6- عدم استغلال رمضان للفوز بالعتق من النار

رمضان فرصة عظيمة لنيل المغفرة، لكن البعض يستهين بذلك، فيضيع الأوقات دون عبادة.

قال النبي ﷺ:

“رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفر له.” (رواه الترمذي وصححه الألباني).

الحل: اجتهد في الدعاء والذكر وقيام الليل للفوز برحمة الله.

7- القطيعة والخصومات مع الآخرين

التخاصم وقطع العلاقات من أسباب عدم قبول المغفرة في رمضان.

قال النبي ﷺ:

“تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء.” (رواه مسلم).

الحل: سامح وتجاوز، فالصلح والتسامح من أسباب قبول الأعمال.

8- عدم الفرح بقدوم رمضان

يعتبر البعض رمضان شهرًا ثقيلًا بسبب الصيام، بينما الأصل أن يكون شهر فرح وسعادة.

قال تعالى:

{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} (يونس: 58).

الحل: استشعر نعمة بلوغ رمضان، فهو فرصة عظيمة للتوبة والعمل الصالح.

المحذورات العشر في استقبال شهر رمضان
المحذورات العشر في استقبال شهر رمضان

9- استقبال رمضان بالملهيات والمُحرَّمات

البعض يقضي رمضان في مشاهدة المسلسلات أو الانشغال بوسائل التواصل، مما يُفقده أجواء العبادة.

الحل: اجعل رمضان وقتًا للعبادة والتقرب إلى الله، وابتعد عن كل ما يشغلك عن طاعة الله.

10- مخالفة جماعة المسلمين في الصيام والفطر

بعض المسلمين يصومون أو يفطرون بناءً على رؤى فردية، مما يؤدي إلى الفرقة والخلاف.

قال النبي ﷺ:

“الفطر يوم يفطر الناس، والأضحى يوم يضحي الناس.” (رواه الترمذي وصححه الألباني).

الحل: اتبع جماعة المسلمين في بلدك ولا تخالفهم في الصيام أو الفطر.

خاتمة:

في ختام هذا المقال، وبعد استعراض المحذورات الشائعة التي يقع فيها بعض المسلمين عند استقبال شهر رمضان المبارك، نجد أن هذه الأخطاء تتنوع بين ما يتعلق بالعبادات، والعلاقات الاجتماعية، والعادات اليومية. إن إدراك هذه المحذورات والعمل على تجنبها لا يقتصر فقط على تحسين تجربتنا في هذا الشهر الفضيل، بل يمتد ليشمل تعزيز علاقتنا بالله تعالى، وتقوية الروابط الأسرية والاجتماعية، وتطوير ذواتنا نحو الأفضل.

رمضان هو شهر التغيير، فاحرص على استقباله بما يرضي الله، وابتعد عن كل ما قد يحرمك من بركاته. اجعل هذا الشهر نقطة انطلاق نحو الأفضل، واغتنمه في الطاعة والعبادة.

مزيد من الخواطر الرمضانية