آداب الصيام في رمضان

أهلاً رمضان

مرحبًا برمضان.. شهر الخير والبركات

مع طلوع هلال رمضان، تفيض الأجواء بالسكينة، وتنبض الأرواح بنفحات الإيمان، فقد أقبل شهر الرحمة والعتق من النيران، ذاك الشهر الذي تنتظره القلوب بشوق، وتتهيأ له النفوس بالتوبة والإخلاص. إنه موسم الطاعات، وباب واسع للغفران، فيه تُضاعف الحسنات، وتتنزل الرحمات، فهنيئًا لمن أحسن استقباله وأكرم وفادته!

رمضان.. بداية جديدة وفرصة للتغيير

كما أن الأرض تبتهج بالمطر بعد طول جدب، فإن القلوب تتجدد بنفحات رمضان بعد طول غفلة. إنه فرصة حقيقية لكل من أراد التوبة، ولكل من اشتاق إلى مغفرة الله ورضوانه. فالواجب على العاقل أن يجعل رمضان بداية جديدة لصفحة بيضاء نقية، ويضع لنفسه خطة عملية لاستثمار هذا الشهر المبارك.

رمضان.. شهر القرآن والصيام

يُعد رمضان منحة ربانية عظيمة، اصطفاه الله ليكون شهر الهداية والبركة، وجعله موطنًا لأجلِّ النعم، وفي مقدمتها نزول القرآن الكريم، إذ قال تعالى:

{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185].

في هذا الشهر المبارك، تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النيران، وتصفد الشياطين، فيغدو القلب أكثر صفاءً، والنفس أقرب للطاعة، في فرصة ثمينة لمن أراد أن يطهر قلبه وينقي روحه من أدران الذنوب.

بشارة النبي ﷺ بقدوم رمضان

استقبل النبي ﷺ شهر رمضان بالبشرى لأصحابه، إذ قال:

“أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِم خيرها فقد حُرم” (رواه النسائي وابن خزيمة وصححه الألباني).

إنها فرصة لا تُعوض، أبواب الجنة مشرعة، والخير متاح لمن أراد، فهل من مشمّر؟!

ليلة القدر.. تاج رمضان وذروة فضله

في ثنايا ليالي رمضان المباركة، تتلألأ ليلة القدر، التي جعلها الله خيرًا من ألف شهر، فيها تتنزل الملائكة، وتُقدَّر فيها الأرزاق، وتُمحى فيها الخطايا لمن قامها إيمانًا واحتسابًا، كما قال ﷺ:

“من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه” (رواه البخاري ومسلم).

فهي كنز مخفي، وسر من أسرار الله في هذا الشهر العظيم، فهل سنكون من السعداء بها؟

رمضان.. مضمار السباق إلى الخير

يُقبل رمضان فتُفتح معه أبواب الجنة، ويُنادى في الأفق: “يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر”، فالسعيد من لبّى النداء وسارع بالخيرات، ومن ذلك:

الصيام إيمانًا واحتسابًا: فمن صامه غُفر له ما تقدم من ذنبه.

قيام الليل وتلاوة القرآن: فشهر رمضان هو شهر القرآن، وأفضل العبادات فيه تلاوته وتدبره.

الصدقة والبذل: فقد كان النبي ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان.

صلة الأرحام والعفو: فمن أحب أن يُبارك له في رزقه ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه.

تحري ليلة القدر: فهي فرصة العمر، ومن ضيّعها فقد خسر خسرانًا مبينًا.

باب الريان للصائمين.. هدية الله لأهل الصيام

لأن الصيام عبادة عظيمة، أعدّ الله للصائمين بابًا خاصًا يدخلون منه الجنة، وهو باب الريان، كما قال النبي ﷺ:

“إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل معهم أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيدخلون منه، فإذا دخل آخرهم أغلق فلم يدخل منه أحد” (رواه البخاري ومسلم).

فيا له من فضل عظيم، ويا لها من منزلة رفيعة، فهل من مشمّر لنيل هذا الشرف؟

أهلاً رمضان
أهلاً رمضان

رمضان.. فرصة العمر لا تُعوّض

كم من أناس تمنوا بلوغ رمضان، لكن حالت الأقدار دون ذلك، وكم من شخص فرّط فيه، فلم يستثمر أيامه في الطاعة والعبادة! قال النبي ﷺ:

“رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له” (رواه الترمذي).

فلنحمد الله أن بلّغنا هذا الشهر، ولنغتنم أيامه ولياليه في الطاعة والاستغفار والتوبة النصوح، فربما يكون هذا آخر رمضان في أعمارنا، ومن يدري؟

ختامًا.. كيف تستقبل رمضان؟

بتجديد النية والعزم على استغلاله فيما يرضي الله.

بوضع خطة يومية تجمع بين الصيام، والقيام، وتلاوة القرآن.

بالإكثار من الدعاء بأن يُعينك الله على الطاعة، ويجعل لك نصيبًا من العتق من النار.

اللهم اجعلنا من المقبولين في هذا الشهر الكريم، واغفر لنا ذنوبنا، وتقبل منا صالح أعمالنا، إنك أنت الغفور الرحيم.

مزيد من الخواطر الرمضانية